أنا مخترق

كلمة هاكر او اختراق بالعربي كلمة يهابُها المستخدم المسكين بمجرد أن يسمعها ، فيُتَخَيَّلُ لهُ أن كل صوره وأسراره وجُلَّ ملفاته سوف تكون بحوزة الغير بعد قليل أو أن جهوده المتكدسه على مر السنين ستكون عرضة لتنتثر كالغبار أمام عينيه في لمحة كليك ( أو نقره ) ..!!

في حقبة فائته ليست بالبعيد قام البعض باتهامي بأني متجسس عظيم وهاكر شرير يحاول العبث بأجهزتهم مراراً ويمتلك أقوى برامج التضليل والإختراق التي يستخدمها ضدّهم بكل وقاحة !

أحببت أن أوضح لك عزيزي القارئ كيفية أن تتجنّبني أنا الهاكر المحترف الذي لم يلبث أن يدخل عالم الإختراق ليخرج منه مكتوف اليدين بلا حول ولا قوة ..

حقيقةً أنني حاولت إحدى المرات السابقة أن أقوم باستخدام أحد برامج الهكر حتى أقوم بالتباهي بقوتي المعلوماتية أمام الأعداء الوهمين آن ذاك ، وكانت تجربتي مع برنامج ساب7 المعروف للإختراق ولكنني مللت منه لواجهته التي تدعو للإشمئزاز واكتفيت بشرف المحاولة .

يتوهم المستخدم بمجرد أن يرى بعض الرسالات الغريبة تظهر له بدون أن يكون واعياً بما يجري .. أو بمجرد أن يخبره أحد بمعلومةٍ صغيرة عن محتويات جهازه .. أو أن يقوم آخر بمعرفةِ أحد أرقامه السرية..يعتقد الضحية أن هذا الشخص مخترق عظيم!!

دعني أخبرك أحد هذه الطرق واترك لك الخيار في أن تقرر ..

بدأت بالحوار مع مضاف حديث العهد مجهول الهوية بقائمتي الماسنجرية إن صح التعبير.. سألته سؤالاً مبهرجاً بالنسبة له – لربما في ذلك الوقت – وهو أنني ذاهب للصلاة .. هل أنت ذاهب أيضاً؟

فرد بكل خجل : (نعم فقد قامت الصلاة عندنا أيضاً ) .. فسألته بأي مسجد تصلي ؟ فقال لي : ( الجامع الفلاني بجانبنا ) .. ثم اكتفيت بقول وفقك الله .. وسكتت ..!!

للشخص العادي لربما يبدو سؤالي بديهياً أوعادياً..!! لكنني في الحقيقة التي يعتقدها من اتهمني بأنني هاكر محترف .. فلقد اخترقت هذا الشخص بسؤالي هذا!!

فمجرد أنني علمت أن وقت إقامة الصلاة لديه متقارب جداً مع وقت الدولة التي أنا فيها .. فهذا يدل على أنه في الغالب على نفس خط الطول الذي أنا فيه !! ناهيك أنني علمت أنه مسلم !!

وقلت في الغالب حتى لا يقول البعض – لربما صلاة غير صلاتك -

والشي المهم الذي استفدته من هذا الشخص .. هو موقع ذلك الشخص .. كيف؟؟؟

بمجرد معرفتي اسم المسجد الذي بجانبه .. قمت بعمل بحث عن اسم المسجد الذي بجانبه في موقع wikimapia وظهرت لي عدة نتائج .. فاستبعدت الدول التي لا تقع على نفس خط الطول الذي أنا عليه .. وبعد أقل من دقيقتين .. إذا بي فوق سطح منزل هذا الرجل من دون أن أخترق أو أهدر وقتي الثمين في بحثي عن هوية ذلك الشخص!

بعد مرور عدة شهور .. اختلفت مع هذا الشخص في أمر معين .. فهددني بأنه سوف يخترق وسوف يفعل ويفعل .. لكني بمجرد أن بينت أنني أعلم كل شي عنه وكمثال أعطيته عنوانه .. وأقرب سوبر ماركت له .. وبعض أسماء جيرانه .. اكتفى بالأعتذار وغرب عن وجهي !!

بعد مرور فترة ليست بالقصيرة .. اكتشفت أن كل الذين يعرفهم هذا الشخص اعتقدو أنني مخترق عالمي وهكر دولي .. اتهدد وأتوعد كل من يقترب مني ..

هذا لأنني سألت هل ستصلي؟

الهكر الأخلاقي – Ethical Hacker

وللدخول في القليل من التفصيل فلنتعرف على المعنى الحقيقي لكلمة هكر ؟

هاكر عموما حسب تعريف موسوعة ويكيبيديا هي كلمة تصف المختص المتمكن من مهارات في مجال الحاسوب وأمن المعلوماتية.

والهاكر (بالإنجليزية: Hacker) كلمة أطلقت على مجموعة من المبرمجين الأذكياء الذين كانوا يتحدوا الأنظمة المختلفة ويحاولون اقتحامها، وليس بالضرورة أن تكون في نيتهم ارتكاب جريمة أو إفساد ، ولكن نجاحهم في الاختراق يعتبر نجاحا لقدراتهم ومهارتهم!!

إلا أن القانون اعتبرهم دخلاء تمكنوا من دخول مكان افتراضي لا يجب أن يكونوا فيه!!

والقيام بهذا عملية اختيارية يمتحن فيها المبرمج قدراته دون أن يعرف باسمه الحقيقي أو أن يعلن عن نفسه. ولكن بعضهم استغلها بصورة إجرامية تخريبية لحذف المعلومات والبعض الآخر استغلها تجارياً لأغراض التجسس والبعض لسرقة الأموال.

هنا وجدت الكثير من الشركات مثل مايكروسوفت ضرورة حماية أنظمتها ووجدت أن أفضل أسلوب هو تعيين هولاء الهاكرز بمرتبات عالية مهمتهم محاولة اختراق أنظمتها المختلفة وايجاد أماكن الضعف فيها واقتراح الوقاية اللازمة. في هذه الحالة بدأت صورة الهاكر في كسب الكثير من الايجابيات. إلا أن المسمى الأساسي واحد. وقد أصبحت كلمة هاكر تعرف مبرمجا ذا قدرات خاصة يستخدمها في الصواب كما يمكن استخدامها في الخطأ.

الإختراق النفسي:

اعتدت أن أحصل على القليل من المعلومات عن كل شخص أتحدث معه .. فلربما أحتاج إليها في المستقبل ، و أي معلومة عادية في وجهة نظر المتحدث .. هي سلاح قد يستخدم ضده لذلك تجنب دائماً أن تتحدث بما لا يعود عليك إلا بالفائدة .

قد تملك القدرة على إقناع الشخص المتحدث معه بأنك داخل جهازه الآن وأنت حتى لم تلمسه تماماً !! إحدى الطرق الأخرى لكسب معلومات عن شخص ما بمجرد معرفة البريد الإلكتروني هي البحث عن هذا الشخص في محركات ومحرك بحث موقع كتاب الوجه أو الفيس البوك !!

لربما تكون معلومة بديهية للبعض والبعض الآخر سيقول لك .. أنت مخترق عظيم !!

هناك الكثير من الطرق تختلف على حسب التفكير والأسلوب والحالة ، دعني أهمس بأذنك ما يظنه الكثير سراً .. تستطيع معرفة رقم الآي بي IP .. الذي يعتبره بعض المخترقون المبتدؤون المفتاح الأول إلى جهاز الضحية عن طريق أي رسالة مرسلة من بريده الإلكتروني (الهوتميل) بالضغط بالزر الآيمن على الرسالة ثم view message source إذهب إلى السطر الثالث عشر لتجد رقم الآي بي على طبق من ذهب ..

أما عن طريقة إجبار الضحية على إرسال هذه الرسالة فهي تعود لك عزيزي القارئ ..

وبالنسبة للاستفادة من رقم الآي بي فتستطيع الآن الذهاب إلى أي رسالة متلقاه من أي شخص لديك وتأخذ رقم الآي بي الخاص به وتضعه في موقع Ip Adress Location

اكتشف قدر المعلومات بنفسك التي ستحصل عليها من هذه الموقع ! (ملاحظه هامه : تفحص الموقع جيداً فبداخله ما هو أهم من رقم الآي بي !!)

تتوالى الطلبات علي دائماً عن الإختراق والحماية وكأنني قلت أنني مخترق جاهز للعمل .. تختلف الحالات من بريد مسروق وابتزازات لا معنى لها .. في الغالب يكون الضحية قد أصيب بأحصنة طروادة – تروجانات – يجعل حالته في برنامج الماسنجر متصلة ويحادث اصدقاءه بكلمات تافهة لا معنى لها .. ما يجعله يعتقد ان من قام باختراقه قد سرق بريده ..!!

ولا أعلم لماذا لم يسأل هذا الشخص نفسه !! لمَ لم يغير هذا المخترق رقمك السري عزيزي الضحية ؟

ذلك لأنه لا يقدر أصلاً ..!!

غالبية الضحايا هم من الأشخاص العاديين الذين تقل خبرتهم المعلوماتية بالعالم الشبكي .. ينخدعون وراء الروابط الوهمية والألعاب والبرامج المشبوهة والغير موثوقة .. وبالكاد البعض منهم مهووس بتحميل ما لذّ وطاب من حلقات الأنمي والمسلسلات والأفلام .. وكل إناء بما فيه ينضح !!

لكي تتجنب كبرى عمليات الإختراق ما عليك إلا أن تتعقل بالقليل وأن تتحلى ببصلة ذكاء حتى لا تكون أحمقاً وزبوناً سهلاً في متناول الخبثاء الذين يحملون القبعات السوداء في عالم الإختراق الرائع!!